دينا محمود (لندن)

تلقت محاولات قطر التسلل إلى عالم كرة القدم الإنجليزية، صفعةً مدويةً، بعدما رفض مالك نادي «ليدز يونايتد» الذي كانت الدوحة تجري معه مفاوضات سرية، طيلة الشهور الماضية لشراء حصة من أسهمه، التخلي عن أي جزء من ملكيته له، «حتى ولو بمليار جنيه إسترليني».
وأكدت صحيفة «التايمز» البريطانية المرموقة أن الإيطالي أندريا راتريتساني الذي يمتلك النادي منذ نحو عامين، استبعد بشكل شبه نهائي التجاوب مع المحاولات المحمومة التي بذلها النظام القطري للاستحواذ على حصة حاكمة في «ليدز»، عبر ناصر الخليفي، رئيس نادي باريس سان جيرمان لكرة القدم، والمسؤول في الوقت نفسه عن شبكة «بي إن سبورت» الرياضية المملوكة لـ «نظام الحمدين».
ونقلت الصحيفة عن مصدر وصفته بـ «المقرب» من راتريتساني (44 عاماً) قوله إنه لا يوجد أي مبرر لقبول دخول مستثمرين جدد في رأسمال النادي في الوقت الراهن، وتشديده على أنه إذا كانت هناك جهة ما على استعداد حتى لدفع «مليار جنيه إسترليني (لشرائه)، فإن قواعد اللعب النظيف التي يطبقها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم على كل الأندية المنضوية تحت لوائه، تعني أن المرء لن يستطيع أن يضخ أي أموال في ناديه في كل الأحوال».
وينافس «ليدز يونايتد» حالياً في دوري الدرجة الأولى الإنجليزي، وكاد أن يقترب من الصعود للدوري الممتاز «البريمير ليج» الموسم المقبل، لولا هزيمته أمام فريق ديربي كاونتي منتصف الشهر الجاري. وأدت هذه الهزيمة إلى خسارة النادي الذي أُسِسَ عام 1919 فرصة الحصول على 170 مليون جنيه استرليني على الأقل، من عائدات البث التلفزيوني لمباريات المسابقة.
وأشار المصدر الذي رفضت «التايمز» الكشف عن هويته، إلى أن المالك الإيطالي للنادي الإنجليزي، يرى أن من الأفضل الانتظار لحين ازدياد القيمة التسويقية لـ «ليدز» إذا تأهل لـ«البريمير ليج» في الموسم المقبل، قبل البت في أي عروض مُقدمة لشراء أسهم فيه.
وألمحت «التايمز» إلى أن اختيار قطر «ليدز» للدخول عبر بوابته إلى عالم الكرة الإنجليزية، استهدف استغلال العلاقات الشخصية القوية التي تربط بين الخليفي ومالك النادي الإنجليزي، بفعل التعاون القائم بينهما، في صفقات تخص حقوق البث التلفزيوني للمباريات الكروية في الكثير من المسابقات، باعتبار أن أندريا راتريتساني يشارك في ملكية وكالة «إم بي أند سيلفا» للتسويق.
وبحسب مراقبين، لم يكن فشل قطر في شراء «ليدز» مفاجئاً، نظراً للعقبات المتعددة التي واجهت مفاوضاتها مع المسؤولين عنه على مدار الشهور الماضية، والتي كان من أبرزها سعي المفاوضين القطريين إلى شراء «حصة حاكمة» من أسهم النادي الإنجليزي، وإصرار مالكه - الذي أنفق 100 مليون جنيه استرليني عليه خلال الـ 24 شهراً الماضية - على ألا تزيد الحصة المُباعة على 49%، للحيلولة دون أن يكون للمالك الجديد الحق في اتخاذ قرارات حاسمة بشأن مصير «ليدز يونايتد».
ومن بين العقبات الأخرى التي واجهت صندوق الاستثمارات الرياضية القطري على هذا الصعيد كذلك، دخول عدد آخر من المشترين المحتملين على خط محاولات الاستحواذ على النادي الذي فاز ببطولة الدوري الإنجليزي عام 1969.
ولم تغفل «التايمز» الإشارة في الوقت نفسه إلى السجل الأسود لناصر الخليفي الذي اختاره «نظام الحمدين» مفاوضاً رئيساً له في المحادثات، قائلة إنه يواجه في الوقت الراهن تحقيقات رسمية من جانب ممثلي الادعاء الفرنسيين، بشأن ملابسات ترشح قطر لاستضافة بطولة العالم لألعاب القوى 2017، بعدما كان يتمتع من قبل بوضع الشاهد في القضية نفسها.